ما هي التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز؟ وهل الواقع المعزز هو الواقع الافتراضي؟ تلك الأسئلة باتت تطرح بكثرة من قبل الناس نتيجة انتشار التعامل التكنولوجي وحله محل القوى البشرية في عمليات كثيرة من حياتنا اليومية وفي مختلف الأعمال والقطاعات، وخاصةً خلال الوقت الراهن الذي أصبح استخدام التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي سائدًا، وسوف نتعرف اليوم من خلال موقعنا إلى أهم التطبيقات الصناعية التي أصبح الواقع المعزز يستخدم فيها حاليًا.
التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز
تتعدد التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز وفيما يلي نتعرف إلى أهم وأبرز هذه التطبيقات:
التجميع Assembly
يعتبر التجميع من أهم التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز، وتعد عمليات تجميع المنتج مرحلة حساسة جدًا في الإنتاج وتحتاج لدقة عالية جدًا، وهي تتم بناء على تعليمات التجميع التي تكون عادةً في صورة كتيبات نصية مزودة ببعض الصور والمخططات، وهذا يستلزم من العاملين تركيز انتباههم على التعليمات وعملية التجميع مما يتسبب في إهدار الوقت وبالتالي تقل كفاءة خط الإنتاج.
أما عن الواقع المعزز فهو يقضي على هذه المشكلة تمامًا خاصةً فيما يتعلق بعملية التجميع بأكثر من طريقة مثل المحاكاة المرئية والتعليمات الصوتية، وبالتالي يتم تحسين أداء منفذ عملية التجميع وزيادة تركيزه، وجدير بالذكر أن هذا يمكن تطبيقه في التجميع ضمن خطوط الإنتاج الصعبة مثل بناء السفن أو صناعة الطائرات علاوة على ذلك التدريب على عملية التجميع.
الصيانة والفحص Maintenance & Inspection
الكثير من مطوري الواقع المعزز اهتمام كبير باستخدام هذه التقنية في الصيانة، وذلك لأن القدرات التصويرية الخاصة بها تساعد في أن يكون الواقع المعزز بديل لكتيبات الصيانة التي تهدف إلى توجيه العمال خلال الصيانة، فأخطاء الصيانة ببعض المواضع تعد كارثة كبيرة مثلًا إذا وقعت خلال تصنيع الطائرة، وبذلك يكون اعتماد تقنية الواقع المعزز سببًا في تقليل معدل الأخطاء البشرية بشكل ملحوظ ويمكن لعامل الصيانة مراجعة كافة الخطوات الخاصة بعملية الصيانة آليًا، مما يجعل الصيانة والفحص من أهم التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز.
من أبرز الأمثلة على استخدام الواقع المعزز في الفحص والصيانة ما قدمته شركة جنرال إلكتريك في ورشة عمل المحركات النفاثة الخاصة بها، حيث يتمكن مهندس الصيانة خلال عمله أن يتعرف إلى قطع الغيار المطلوبة وطريقة تركيب كل الأجزاء ومعرفة أجزاء المحرك التي تحتاج إلى استبدال وأشياء وتفاصيل أخرى.
تطوير المنتجات Product Development
أوضحت شركة ارى أنه طوال مرحلة التصميم يتم إجراء تعديلات كثيرة على نموذج التصميم الأول وربما تتواصل تلك التعديلات خلال فترة الإنتاج أيضًا، لأن هذه التعديلات تكون ناتجة عن عدم القدرة على تطبيق مخططات التصميم على أرض الواقع لأسباب كثيرة مثل عدم التوافق بين تصاميم الأجزاء المختلفة.
حيث يلعب الواقع المعزز دورًا حيويًا في تلك الحالات لقدرته الفائقة على المحاكاة وتصوير كل شيء افتراضي لبيئة حقيقية واقعية لأنه يسمح بإجراء عملية نمذجة مختلطة، ويتضمن النموذج جزءًا كبيرًا حقيقيًا ويكون هو قاعدة الأساس للمنتج وأجزاءً افتراضية يتم دمجها مع القسم الحقيقي، وجدير بالذكر أن تلك النماذج تساعد كافة الشركات في تقليل المصروفات الخاصة ببناء النماذج الواقعية مما يضمن تلبية الطموح المطلوب وبالتالي منع أي هدر للموارد.
التخطيط والمراقبة
تقنية الواقع المعزز تدعم كثيرًا عملية التخطيط الصناعي ويمكن من خلالها الاطلاع على كافة المهام المحددة خلال عملية التخطيط ومقارنتها بالإحصائيات الخاصة بخط الإنتاج الفعلي في الوقت المحدد، وتعتبر عملية المراقبة والتخطيط من أبرز التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز.
الروبوتات المتحكم بها عن بعد
تقنية الواقع المعزز بات يعتمد عليها بكثرة لتعزيز التفاعل فيما بين الروبوتات التي يتم التحكم فيها عن بعد بجانب المشغل الذي يتحكم فيها وبالتالي المساعدة في تدعيم دقة القرارات المتخذة، هذا بالإضافة إلى أن تلك التطبيقات الروبوتية تساعد المشغلين على إتمام المهام الصعبة التي تكون في بيئة خطيرة.
كما أن تلك الأنظمة التي تكون مزودة بالواقع المعزز تسمح للمشغل باستخدام صورة مرئية لبيئة العمل التي من المقرر أن يتحرك فيها الروبوت لتسهيل توجيهه، مما يعني أنه من الممكن أن يتدرب المشغل على مسار الحركة الصحيح عن طريق إنسان آلي افتراضي مضاف بشكل معزز للبيئة الحقيقة وبالتالي السماح بالتحقق من هذا المسار في البيئة الواقعية.
ما هو الواقع المعزز؟
لا يمكن أن نتعرف إلى التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز دون أن نعرف ما هو الواقع الافتراضي، ويمكننا تعريف الواقع المعزز أو Augmented Reality على أنه استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والخوارزميات لخلق بيئة واقعية ثلاثية الأبعاد، بمعنى أنه يضيف بعض العناصر الرقمية التفاعلية لبيئة العالم الواقعي القائمة فعليًا عن طريق كاميرات الموبايل أو سماعات الرأس أو حتى النظارات الذكية.
تلك التكنولوجيا تساهم كثيرًا في تمثيل الواقع وتحويله من مجرد صورة إلى واقع له أبعاد حقيقية، وذلك عن طريق الدمج والتكامل فيما بين المعلومات الرقمية وبيئة المستخدم خلال الوقت الراهن، بالإضافة إلى أنه يوفر الكثير من العناصر المسموعة والمرئية والمعلومات الحسية الأخرى للمستخدم.
توضع كل تلك المعلومات على جهاز ليقوم بخلق تجربة متداخلة، ولقد نجحت المعلومات الرقمية في تغيير تصور المستخدم للعالم الحقيقي، ومن أهم مزايا تكنولوجيا الواقع المعزز هو أنه قادر على الدمج بين المكونات الرقمية والمكونات ذات الأبعاد الثلاثية مع تصور الفرد للعالم الواقعي، ورؤية كافة التفاصيل كأنها قائمة بالفعل أمام الإنسان ورؤية المكونات الداخلية والتعامل مع حجم كل شيء بدقة.
ما الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز
في إطار التعرف إلى التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز يجب أن نشير إلى أمر هام ألا وهو أن الكثير من الأشخاص يخلطون فيما بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي ويعتقدون أن كلاهما نفس الشيء إلا أن هذا غير صحيح بالمرة، فالواقع الافتراضي يعني إنشاء بيئة افتراضية من خلال استخدام برامج تعمل على محاكاة الواقع.
تكون هذه البرامج في حاجة إلى سماعة رأس وشاشة خاصة لرؤية الواقع الافتراضي، بينما يهدف المعزز إلى تركيب المعلومات الواقعية وتحويلها لبيئة حقيقية وواقعية، كما أن الواقع المعزز يعتمد على استخدام بيئة العالم الحقيقي الحالية مع وضع المعلومات الافتراضية عليها، بينما يقوم الواقع الافتراضي بمنح فرصة للمستخدم كي يعيش التجربة ويشعر بها بدقة في بيئة افتراضية كليًا.
الواقع الافتراضي يضع المستخدم في بيئة محاكاة جديدة تمامًا بينما يقوم الواقع المعزز بوضع المستخدم في نوع من الحقيقة المختلطة، ففي الواقع الافتراضي يُوضع الأشخاص في بيئة ثلاثية الأبعاد يمكنهم فيها أن يتنقلوا في البيئة التي تم إنشائها والتفاعل معها.
بينما في الواقع المعزز يتم الحفاظ على المستخدم في بيئة العالم الواقعي مع تركيب البيانات الافتراضية كطبقة مرئية في البيئة نفسها، ويمكننا القول في المجمل أن الواقع الافتراضي والواقع المعزز كلاهما نتاجًا للميتافيرس التي حولت العالم الرقمي إلى عالم ثلاثي الأبعاد.
وأخيرًا يمكن القول بأن التطبيقات الصناعية ل AR والواقع المعزز أو تلك التقنية عامةً تدخل بشكل كبير جدًا في مجال الدعاية والتسويق، وذلك لأنه يهدف إلى تحويل الصورة لواقع ثلاثي الأبعاد على الفور، هذا يعني ظهور الفكرة التسويقية أمام جمهور المستخدمين وبالتالي المساعدة على اتخاذ القرارات وتخيل النتائج الفورية لجميع المنتجات.